بدأت مبادرات وزارة التضامن الاجتماعي، منذ إنشائها في عام 1939، وكانت تعرف حينها بـ اسم الشئـون الاجتماعية كونها الوزارة المسؤولة عن أعمال البر والإحسان، والإشراف على مصلحة السجون، وتقويم وإصلاح الأحداث، بجانب دورها في رفع مستوى معيشة العمال، والفلاحين والأيتام والفقراء، وذي الاحتياجات الخاصة والمسنين، ثم في فترة لاحقة أُسند إليها مهمة إدارة التأمينات الاجتماعية والمعاشات، وقد أُطلق على الوزارة مسمى التضامن الاجتماعي بالعام 2013.
مبادرات وزارة التضامن للدعم والرعاية
تتطلع التضامن الاجتماعي إلى بناء مظلة أمان اجتماعي، يقدم عن طريقها الدعم والحماية اللازمين للأسر الفقيرة ومحدودي الدخل، بما يساهم برفع مستوى معيشتهم، وتقدم الوزارة تلك الخدمات عبر سياساتها، التي تشمل ثلاث محاور رئيسية هي:
الحماية
وهي مجموعة التدابير التي تتخذها الدولة لتوفير الأمان للأفراد والعائلات، سواءً كان بغرض الدعم والحماية الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية من المخاطر التي تواجهها الفئات الفقيرة والأكثر احتياجًا، ويتم ذلك من خلال توفير دخل مالي يُصرف على شكل دعم نقدي للأسر المحتاجة، وفئة ذوي الإعاقة والمسنين، والعاطلين والأيتام.
الرعاية
تعد رعاية واستقرار الأسرة وحمايتها من التفكك، ومساعدتها عن طريق تفعيل وإطلاق عدد من مبادرات وزارة التضامن المتطورة، أحد أهم أهداف الوزارة في مجال الرعاية، إضافة لمهمة تخليص المجتمع من انحرافات بعض أفراده، ورقابة المعرضين للانحراف.توفير الرعاية والتأهيل لكافة للمعاقين .
التنمية
وتعتبر التنمية هي المحور الثالث لسياسات وزارة التضامن الاجتماعي، حيث يتم خلال هذا المحور حشد كافة الطاقات للأفراد والمجتمع، للاستغلال الأفضل للموارد البشرية والفنية، وتحويل نمط الاتكالية للإنتاج، وذلك من خلال استخدام نظم تعليم وتدريب مستمر.
ويهدف هذا المحور لرفع القدرات والمهارات الخاصة بالعاملين في مجالات التنمية، وتوفير اعتمادات مالية لمراكز التدريب ومشروعات التنمية، وذلك عن طريق الجمعيات ومؤسـسات المجتمع، والتوسع الشامل بعمليات الإقراض متناهي الصغر.
أبرز برامج التضامن الاجتماعي والمبادرات
تقدم الوزارة باقة كبيرة من البرامج والمبادرات التي تم إطلاقها لتُحقق أهداف الوزارة، ويأتي على رأس هذه البرامج برنامج تكافل وكرامة، وإتاحة استمارة تسجيل بطاقة الخدمات المتكاملة للمعاقين، ومن البرامج والمبادرات المهمة:
مبادرة مودة
تم إطلاق برنامج مودة كأحد مبادرات وزارة التضامن الأكثر فعالية بعام 2017، ويسعى في المقام الأول لوحدة الأسرة المصرية، والحد من نسب الطلاق التي ارتفعت بشكل ملحوظ، وتحرص “مودة” على حماية الكيان اللأسري للعائلات المصرية، وذلك خلال تدعيم الشباب المقبل على الزواج، وتزويده بالمعارف والخبرات اللازمة لتمكينه من تكوين أسرة مستقرة، فضلاً عن تقديم المبادرة لمجموعة من آليات الدعم، والإرشاد الأسري، بما يسهم في النهاية بتقليص معدلات الطلاق.
ويستهدف برنامج مودة لنحو 800 ألف شاب وشابة سنوياً، وتسعى المبادرة لتحقيق أهدافها خلال توفير معارف تتعلق بأسس اختيار شريك الحياة، المهارات الوالدية، الصحة الإنجابية، علاوةً على تفعيل مراجعة التشريعات المتعلقة بالأسرة.
مساعي برنامج سكن كريم
وتعد من أفضل مبادرات وزارة التضامن الجديدة والبناءة، إذ تهدف لتُوفر الخدمات الأساسية للأسر الفقيرة، والمحرومة من مياه الشرب النقية وخدمة الصرف، وذلك بما يكفل حقها في العيش بسكن كريم، ويتوقع من هذه المبادرة أن تحسن المؤشرات الصحية للأسر المستفيدة، وتخفيض معدلات الوفيات للأطفال.
بجانب مساعيها لتحسين البنية التحتية، والمؤشرات البيئية لمساكن الأسر المستفيدة، بخلاف مساعي توفير فرص عمل للعاطلين من تلك الأسر، إذ أنهم سوف يقومون بتنفيذ مكونات البرامج بالمناطق المستهدفة، هذا وتًشارك مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة، بتمويل وتنفيذ مبادرة سكن كريم.
برنامج فرصة للتشغيل
ترتئي التضامن الاجتماعي عن طريق مبادرة فرصة للخروج الفئات التي تحصل على دعم نقدي من برامج الدعم المادي، وإدخالهم بالتبعية ضمن نطاق الاستقلالية المالية، حيث تتيح الوزارة العديد من الفرص التي تبتغي تعزيز سبل تمكينهم الاقتصادي، وذلك من خلال إلحاقهم إما بوظيفة، أو بتزويدهم بمعدات إنتاج أو قرض متناهي الصغر، وهذا بقصد مساعدتها للانتقال من ظرف اقتصادي صعب لوضع رحب وأكثر استقلالية.
وتندرج آلية برنامج فرصة ضمن إطار الإصلاح المؤسسي، الذي يبحث بالمقام الأول عن خلق نوع من التطوير للدعم النقدي، والحد من ظاهرة الفقر، وذلك لتحقق التنمية الاقتصادية والدمج الفعال لكافة فئات المجتمع القادرة على العمل، وإتاحة الفرص أمام تلك الفئات بالتركيز على الجزء الإنتاجي، لذا تُدرج ضمن قائمة مبادرات وزارة التضامن 2021 المتميزة.
التعليقات