أُمسيات القهوة تجمع الليبيين لأسباب عدة في شهر رمضان

تأتي كثرة أمسيات القهوة في ليبيا خلال أيام شهر رمضان المبارك، من منطلق عشق المواطن الليبي للقهوة خاصة نوع “الإسبرسو” إذ يحرم نفسه طوال النهار خلال الشهر المعظم جراء الصيام من شرب مشروبه المفضل “القهوة”، ويعوض هذا الحرمان في غضون ساعات الليل بحيث يتجمع الرجال على المقاهي لتناول “الإسبرسو” التي يتم تحضيرها عن طريق آلات مخصصة لصناعة ذاك النوع تحديداً.

ويؤكد العديد من أصحاب المقاهي وخصوصاً التي يقع أغلبها في وسط المدينة القديمة بطرابلس، أن المواطن الليبي يشرب كمية القهوة التي كان يشربها قبيل شهر رمضان الكريم خلال عدد 16 ساعة كل يوم، يشربها في ساعتين فقط في الشهر الفضيل.

ولا يجد أصحاب المقاهي والكافيهات حدوث أي نوع من التأثير السلبي على العمل في شهر رمضان، إذ أن الرجال يفضلون المقاهي كوجهة أولى بعد تناول الإفطار بحيث يشربون القهوة بكميات كبيرة، كأنهم في حالة تعويض عما لم يتمكنوا من شربه خلال النهار.

ما هو أصل القهوة في ليبيا؟

عرف المواطن الليبي القهوة على وجه التحديد في القرن الخامس عشر، ذلك لأن ليبيا كانت بمثابة الممر الذي يتم من خلاله نقل حبوب البن من اليمن متجة إلى دول أوروبا، وعرف الليبيون القهوة التركية تحديداً من قبل الأتراك إذ كانت ليبيا أحد الدول الواقعة تحت سيطرة التواجد العثماني، وعرف الليبيون مذاق “الإسبريسو” بسبب التأثير الثقافي الإيطالي خلال فترة وجودهم بها.

تنوع إيطالي

يقول أحد أصحاب المقاهي، أن الأجيال الجديدة من الشباب إنما تقبل على تناول القهوة “الإسبريسو”، أو الماكياتو، بينما مازال الكبار سناً حتى الوقت الراهن يفضلون شرب القهوة التركية، لافتاً إلى أن الجميع سواءً شبابا أو كبارا لم ينقطعوا عن تناول القهوة بأنواعها على مر الأزمنة.

يجتمع الليبيون في مشهد يومي في طرابلس على طاولات المقاهي لتناول القهوة التي تنتشر بمختلف أنواعها الأكثر شهرة في إيطاليا مثل كل من: “الإسبريسو، والأميركانو، والأفوجاتو” وغيرها من الأنواع، حيث لايوجد شيء يفضل المواطن الليبي تناوله أكثر منها.

كيف تجمع أُمسيات القهوة الليبيين في رمضان؟

خلال الأمسيات الرمضانية والتي تكون بعد تناول الإفطار، يبدأ التجمع عندها على المقاهي لتناول القهوة والتي يتم الإقبال على شربها بحماسة فاعلة في أجواء رمضانية مبهجة، بحيث يتجمع الأهل أو الأصدقاء حول الرائحة المنعشة لهذا المشروب الذي ظل كثيرون منهم يفكرون طوال ساعات النهار في رمضان كم كوبا سيشرب وكذلك أي نوع.