إتمام استعدادات بلدية دبي انطلاق قمرها الاصطناعي البيئي الأول للعام 2021، بتاريخ الـ20 من مارس المقبل، بالتعاون مع “مركز محمد بن راشد للفضاء”، وذلك في إطار توجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو محمد بن راشد، رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات المتحدة، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الداعية إلى الاستفادة من البرامج المتقدمة لصناعة الفضاء، والبناء على ما وصلت إليه دولة الإمارات من مكانة عالمية رفيعة في مجال الفضاءـ، الأمر الذي جعل بلدية دبي تطلق قمر اصطناعي بيئي لها، تعزيزاً وتماشياً مع الرُؤى التي تتبناها الدولة نحو إستراتيجيات التحول الرقمي من ناحية، وتطوير منظومة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الفضاء من جهة أخرى، ما يؤدي بالتبعية لتحقُق الرؤية المستقبلية المستهدفة.

استشراف مستقبل واقعها البيئي

ترتئي إمارة دبي من إطلاق قمرها الاصطناعي البيئي الأول 2021، ذلك للتعرف ودراسة كل ما يتعلق بجودة الهواء، والتغيرات المناخية في إمارة دبي ودولة الإمارات، وسوف يتم إطلاق القمر الذي يحمل اسم”دي إم سات” تحديدا من قاعدة “بايكونور” الفضائية في دولة كازاخستان، ليكون أول قمر نانومتري تطلقه دبي للأغراض البيئية، إذ تم تزويده بأحدث التقنيات المستخدمة في الرصد البيئي، من الفضاء في العالم

وتنحصر مهمة “دي إم سات” في عمليات الرصد والتجميع للبيانات البيئية وتحليلها، علاوةً على قياسه للغازات الدفيئة وملوثات الهواء، كما يقوم القمر كذلك بتطوير الخرائط التي من خلالها، تُظهر مواقع تركيز، وتوزيع الغازات الدفيئة في إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن دراسة ومراقبة ما يحدث للغازات الدفيئة أيضاً، من تغييرات موسمية.

تُوظف بلدية دبي كافة البيانات والإحصائيات، التي سيتيحها “دي إم سات”، في وضع حلول مبتكرة طويلة الأمد، يتم من خلالها مواجهة تحديات التي من شأنها أن تواجه الإمارة في تلوث المدن والتغير المناخي، كما تستفيد دبي من تلك البيانات في استشراف مستقبل واقعها البيئي، علاوةً على أن تلك البيانات إنما سوف تعزز بجهودها، من الدور الريادي لدبي في تبني ودعم شتى المشاريع النوعية.

بناء وتعظيم قدراتها البحثية والفنية

كما تمكن بدورها علمائها، وباحثيها أيضاً من إعداد أبحاث رائدة وفاعلة، في نطاق دراسة التغيرات المناخية، وذلك تماشيًا مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنفاذها لبنود اتفاقية باريس للمناخ، والتي يتوجب على الدول الموقعة عليها إلزامياً، توفير معلومات عن انبعاثات الغازات الدفيئة.

 

تكمن أهمية مشروع إطلاق القمر الاصطناعي البيئي الذي ستطلقه بلدية دبي قريباً بكونه فرصة عظيمة، واستثنائية من شأنها تمكين الإمارة من بناء، وتعظيم قدراتها البحثية والفنية في مجالات البحوث العلمية البيئية، علاوةً على إتاحة فرصة الاستغلال للتطور الذي يشهده نطاق تكنولوجيا الفضاء، لخدمة البيئة.

قمر صناعي بيئي لدراسة التحديات

وقال مدير عام بلدية دبي، مهندس/ داوود الهاجري، إنما يُمثل إطلاق القمر الاصطناعي “دي إم سات” انطلاقة جديدة مبتكرة نحو المستقبل، إذ تنطلق بالفعل من رؤيتنا الطموحة سعيًا لامتلاك زمام التكنولوجيا، وتطويرها وتطويعها، وذلك الأمر الذي يخدم أهدافنا التنموية وفق الممارسات، والسياسات العالمية المثلى.

تجدر الإشارة إلى أن القمر الاصطناعي النانوميتري، “دي ام سات 1″، يزن بنحو الـ15 كيلو جراما، ويحمل بطياته العديد من الأجهزة وأنظمة الاستشعار، التي تقوم بالرصد للغازات الدفيئة، والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، كما ستقوم برصد الملوثات والجزيئات الدقيقة أيضاً والعالقة في الهواء.

بلدية دبي تطلق القمر الاصطناعي البيئي الأول
بلدية دبي تعلن انطلاق قمرها الاصطناعي

بالتعاون مع محمد بن راشد للفضاء

ويحمل قمر دي إم سات أيضًا أنظمة اتصال، إذ يتم عبرها التواصل مع المحطة الأرضية، والكائنة في مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيدور القمر يوميًا كما هو مقرر للدورة الزمنية بـ 14 دورة حول الأرض، ويرسل بغضون دورته بياناته إلى المحطة الأرضية، وذلك تحديدًا بمعدل الـ4 أو 5 مرات في اليوم.

الجدير بالذكر، أن استغرقت المدة الزمنية لتصنيع القمر، طوال فترة بلغت عام ونصف العام، وتم وضعه قبيل أيام على الصاروخ الذي سيطلقه في الفضاء لاحقاً، وسوف تستمر التجارب الأولية عليه حتى يوم الجمعة المقبل، وهو اليوم الأخير الذي سيشهد وفق ما هو مقرر، اختبارات أجهزة القمر، قبل إطلاقه المقرر وذلك بيوم السبت الموافق العشرين من شهر مارس لعام 2021، وبالتحديد في تمام الساعة 9:07 صباحًا بتوقيت موسكو، و10:07 صباحا بتوقيت الإمارات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + ثمانية عشر =